إستكمالاً للجزء الأول مع المخرج فادي سليم، نستعرض لكم رأيه في أبرز المسلسلات المعربة حديثاً، إضافة إلى تطرقه لبعض المشاكل التي تعاني منها الدراما السورية، وعلاقته ببعض الممثلين.
بعد عملك مع النجم العالمي غسان مسعود في مسلسل "مقابلة مع السيد آدم"، مع من تحب أن تعمل؟
أحب كثيراً أن أكرر التعامل مع أبو سدير الأستاذ غسان مسعود، أقول أبو سدير لكي تعرفي مدى العلاقة التي تجمعنا، وهو يملك صفات مخرج لا يملكها آخرون، ويمثل من قلبه.
أخبرنا أكثر عن الطفلة حياة مارديني التي شاركت في المسلسل.
هي محترفة جداً، وكنت أرتبك عند تعاملي معها، وهي فعلاً مصابة بمتلازمة داون، لم أكن أريد ممثلة لتجسد شخصية المصابة بالتوحد، أردت أن تكون الشخصية أكثر واقعية، ولأكثر من شهرين بحثت من مركز إلى آخر، وكانت آخر الأشخاص "توتي"، توجهت إلى منزلهم، وهي بعمر مرحلة المراهقة، وقفت أمام مشهد عظيم.
كيف كانت طريقة التعامل بينكما؟
لم أكن أطلب منها أن تقوم بأي أمر، فكيفما كانت تسير كنا نمشي جميعنا خلفها، عندما كنت أقول لها أنتِ "ملك" كانت تقول لي "أنا توتي"، شعرت أن هناك العديد من الناس يهتمون بها، هذا هو الحب الذي عبرت عنه بشخصية "آدم" لـ"توتي"، وأوصلت رسالة أن محبة الناس لهؤلاء الأشخاص لا تقدر بثمن، ونحن من علينا أن ندفعهم إلى الأمام في كل خطواتهم. سأكشف هذا الأمر للمرة الأولى، أهل "توتي" يتعاملون معها بشكل طبيعي، وهذا ما أخذته منهم.
رأينا لمسة مسيحية في المسلسل قلما نجدها في المسلسلات.
فعلاً، المنطقة التي كان فيها منزل السيد آدم، هي منطقة باب توما، فظهرت هذه اللمسة، وظهرت أيضاً لمسة "توتي"، التي جعلت كل الناس يلتفتون للإهتمام بها، وأنا نقلت الواقع الذي تعيشه "توتي"، البساطة هي التي تصنع كل شيء جميل، لا حاجة للتسويق ولا لأي أمر آخر، لذلك شعر الناس أن هذا الأمر قريب منهم.
أخبرنا عن تجربتك الإخراجية في مسلسل بطولة عربية مشتركة؟
أخرجت مسلسلاً عراقياً سورياً لبنانياً، وأخرجت العديد من الأعمال الخليجية.
هناك العديد من الأعمال المعربة التي نراها اليوم على الشاشات، ما رأيك فيها؟
المسلسلات المعربة هي بالأكثر "ترند تجاري"، لأن القائمين عليها هم محترفون في التسويق، تم العمل سابقاً على هذه الأنواع، ونالت ضجة بسبب الطرق التسويقية التجارية، ولكني لا أرى سبباً يدفعنا للقيام بعمل معرب بقصة طويلة جداً، وبنجوم معروفين ومحبوبين، فالقصة موجودة لدينا.
ألا نفتقد إلى كُتاب عرب؟
عملياً لا يوجد لدينا كُتاب، هم يأخذون النص ويقومون بتعريبه، ولا يغيرون الأحداث، ويبحثون عن الممثلين المتشابهين بالشكل مع الشخصيات الرئيسية، وسمعت أن هناك نسخة سعودية معربة، ستكون الأولى من نوعها.
ما الذي يميز النسخة التركية الأصلية والنسخة التركية المعربة؟
أنا لا أشاهد المسلسلات التركية والنسخ التركية المعربة، لا أشاهد هذه الدراما الطويلة، ولا حتى الدراما الطويلة خلال شهر رمضان والمؤلفة من 30 حلقة، أصبحنا اليوم نسعى إلى التركيز على القصص القصيرة التي تحمل حبكة أكبر، وتشويقاً أكثر، والمؤلفة من 10 إلى 12 حلقة.
مرت سوريا في العصر الذهبي لإنتاج وكتابة المسلسلات، ونذكر عصر المخرج نجدة أنزور، ما الذي تفتقده اليوم المسلسلات السورية؟
التسويق، وهذه المهنة يطلق عليها إسم الصناعة، ويجب أن يكون هناك مردود من ورائها، وهي عبارة عن منتج فني يتم التسويق له، وأنا أتكلم من وجهة نظر منتج، لا يمكنني أن أتكلف على عمل مبالغ هائلة، وأجلس وأنظر إليه، أنا بحاجة إلى التسويق لأتمكن من بيعه، أو ليشاهده عدد كبير من الناس، وأنا هنا أجد نفسي دائماً في صراع بين الإنتاج والإخراج، كمنتج أبحث عن تكلفة العمل، وكمخرج أدخل في تنفيذ الفكرة بشكل مباشر. 50% من الأشخاص يحاولون كسب الشق الفني، ولا يتبعون الترند، و50% يحاولون كسب الربح المادي.
هل تحزن عندما يتجه العديد من النجوم السوريين إلى مصر، منهم تيم حسن، قصي خولي، وباسل خياط الذي تألق في مصر إلى جانب الممثلتين يسرا وغادة عادل؟
مصر جميلة وجذابة، والوصول إليها هو أمر جيد، ولديهم هناك بعض الأمور التي نفتقدها في سوريا، فالمخرج في مصر إذا قدم عملاً ما، لا داعي لأن يقوم بتسويقه في الخارج، بل على العكس، هناك محطات مصرية تقوم بهذا الأمر. السقف لديهم عالٍ أكثر بكثير من الدول الأخرى، بالإضافة إلى وجود الخبرات وأن رأس المال عالٍ جداً، وهم ليسوا بحاجة إلى أي أمر آخر. من ناحية أخرى، مصر تأخذ الممثل الجاهز، على عكس لبنان، الذي يعمل على بناء الممثل، وهذا فرق كبير.
هل صناعة النجم هي أمر مهم أيضاً؟
بالطبع هي مهمة جداً وكذلك الإستفادة منه، وهذا الأمر محترفون به في لبنان.
هناك اليوم موضة في المسلسلات التي يتم إعتمادها.
هذا الأمر صحيح، وقد عايشناه في سوريا، تذكرين فترة المسلسلات التاريخية، حتى أنه كان يتم التحدث خلالها باللغة العربية الفصحى، وذلك قبل أن أدخل مجال الإخراج.
قال الممثل بسام كوسا، منذ شهور، إن هناك بعض الممثلات اللواتي يمتهنَ التمثيل لإخفاء أمور أخرى، هل توافقه الرأي؟
أنا على معرفة شخصية بالعظيم بسام كوسا، والتعامل معه محترف ورائع جداً على الصعيدين المهني والشخصي، دائماً ما يشعر الشخص المواجه له بالإرتياح.
ألا ترى أن مصداقيته هي التي دفعته للتصريح، بأن هناك بعض الأشخاص في الوسط الفني غير مؤهلين للعمل في المجال؟
وجهة نظره تحترم، حتى لو لم يتقبلها الجميع.
هل أنت مع مقولة إن الشخص الذي درس التمثيل، يكون مبدعاً أكثر من الشخص الذي دخل التمثيل من مجال آخر؟
بالطبع الدراسة تعطي خلفية أفضل، ولكن هناك بعض المواهب التي يتم إكتشافها، فالممثل عندما يتمكن من إعطائك مشهداً واقعياً لا يظهر فيه التمثيل، يكون هنا قد دخل هذا المجال.
تم إنتقاد الممثل أيمن زيدان كثيراً، وذلك بسبب إقامته عرس إبنه الممثل حازم زيدان، بعد رفضه التكريم في مهرجان الإسكندرية السينمائي، ألا يجب على الممثل إكمال حياته خلال الحـ روب؟
هو رفض التكريم لأنه أراد أن يسجل موقفاً، ويؤكد أنه يساند الأشخاص الذين يمرون بمحنة، وأبو حازم عانى كثيراً في الفترات الماضية، بعد وفاة إبنه الصغير نوار، لذلك عليه أن يبقى إلى جانب إبنه حازم، هناك شيء خاص جداً في هذا الموضوع على عكس التكريم تماماً.
هناك من ينتقد الفنانين في لبنان بسبب الحفلات التي يتم إحياؤها خلال فترة الحـ رب، ونحن نجد أن هذا هو عمل الفنان الذي يريد الإستمرارية وتأمين مستوى معيشي يليق بعائلته.
صاحب الملحمة والطبيب والمهندس، ماذا يفعلون؟ من لديه القدرة يعتذر أو يتوقف عن العمل، فهذا الأمر أن يعود إليه، ولكن من البديهي إستمرار الحياة بشكل طبيعي.
ما هي المشاريع التي تعمل عليها حالياً؟
أصور مسلسل "السبع"، من بطولة باسم ياخور، أمل عرفة، عبد المنعم عمايري، أمل بوشوشة وغيرهم.
يعني بعد نجاح مسلسل "العربجي" بجزأيه، لديك تحدٍ جديد برفقة الممثل باسم ياخور، كيف تستعد لذلك؟
حاولنا القيام بكل الأمور الجديدة، لأن مسلسل "العربجي" حقق نجاحاً كبيراً جداً، دخلنا في عمل جديد وإطار جديد.
حدثنا عن علاقتك بالممثل عبد المنعم عمايري.
العلاقة التي تجمعني بـ عبد المنعم عمايري هي علاقة قديمة، هو شخص مجنون، وأنا أحبه بكل جنونه، حتى أني أناديه "المجنون"، مجنون بالتمثيل.
وأشار سليم في ختام حديثه إلى أن المهنة التي يخوضها، هي من أصعب المهن، مشيراً إلى أن الأخطاء التي قد يصادف حصولها هي بسبب بعض الهفوات، خصوصاً لناحية ساعات العمل الطويلة من الـ 5 مساءً حتى السابعة صباحاً، بالإضافة إلى قيامهم بالتصوير خلال الفترة الأخيرة، في منطقة قريبة جداً من الحدود اللبنانية، ما تسبب بوقف التصوير مرتين، وتمنى أن تمر هذه الظروف على خير، وأن يعم السلام في جميع أنحاء العالم.